أهمية التربية الفنية
بقلم التشكيلي المصرى / محمود عبد النعيم محمود
تعتبر مادة التربية الفنية من المواد الهامة في حياة الطالب بل لا تقل أهميتها عن المواد الأخرى كونها تعمل على بناء شخصية الطفل محور العملية التعليمية ..
ولكن للأسف الشديد أن غالبية مدراء المدارس ووكلائهم أو القائمين على وضع جداول الدروس للمعلمين مع بداية كل عام دراسي جديد لا يعطون هذه المادة أهميتها من حيث موقعها في اليوم الدراسي .. كأن توضع في الحصص الأخيرة من اليوم الدراسي متعللين في ذلك بأن هذه المادة مادة غير هامة .. ممّا ا أعطى كثيرا من الطلاب وكذا أولياء أمورهم انطباعا وفكرة بأن المادة فقط هي تحصيل حاصل فهذا الانعكاس السلبي يجعل الطالب غير متفاعل مع معلم مادة التربية الفنيّة أثناء الحصة سواء كانت حصة رسم أو أشغال .. وتصل الأمور أحيانا إلى منعطف خطير جدا فلا يهتم الطالب بإحضار أدوات العمل بمباركة من الأسرة التي لم تكلف نفسها أيضا بالتعاون مع المدرسة أو مع معلم المادة فينتج عن ذلك وأد العملية الإبداعية والموهبة التي يمتلكها الطفل .. في الوقت الذي ينبغي على إدارة المدرسة أيضا أن تعمل تبني و تنمية المواهب وتشجيعها والأخذ بيدها إلى عالم الفن والجمال..
إن مثل هذه المواقف تجعل معلم مادة التربية الفنية في مواقف لا يحسد عليها ... فعليه أن يحاول جاهدا معالجة مثل هذه المواقف بالأساليب التربوية التي تتوافق مع قدرات وإمكانيات الطفل والترغيب للمادة من خلال التشجيع للمواهب ومن خلال العمل الجماعي الذي يعمل على حب الطفل للعمل وغرس التعاون مع أقرانه ومن في سنه وفقا للفروق الفردية .. فيخلق المعلم جو من الألفة والقضاء على فترة الملل والإرهاق بعد يوم دراسي طويل ..
كما أنه ليس من الضروري الوصول بالطفل في هذه المرحلة إلى مستوى معين من الثقافة والفنون ويكفينا أن الفن يبني شخصية الطفل كونها وسيلة من وسائل التعبير والإفصاح عما يدور في داخله من دلالات نفسية تشير إلى موقف المعبّر العقلي والوجداني والجسمي وإلى حالاته العصبية والقلق ومدى استجابته للعالم الخارجي . بعيدا عن أي ضغوط تمارس عليه.. فالرسم في السنوات الأولى من العمر هي بمثابة رسالة للقائمين على العملية التربوية توضح ما يدور في حياة الطفل الحسية و الوجدانية إذا كان سلبا أو إيجابا...
من هنا ننادي بأن تعطى مادة التربية الفنية أهميتها من حيث أنها مادة لا تقل عن المواد الأخرى.. والمسئولية مشتركة بين إدارة المدرسة والمعلم والأسرة ..و المادة لأنه ( لا يمكن أن تشحن هذه العواطف بمادة مفتعلة مزيفة من الخارج ) فلا ينبغي أن يكون هناك تقصير أو قصور من أي طرف لتحقيق الأهداف التي من أجلها وضعت هذه المادة كمادة دراسية ووفقا لأسس وعوامل وخصائص نفسية وتربوية علمية مدروسة ..